منتدى سُبُلٌ السَّلام للعلوم الشرعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بطلاب العلم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خلق حسن الظن

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شجن الرحيل

شجن الرحيل


المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 05/02/2015

خلق حسن الظن Empty
مُساهمةموضوع: خلق حسن الظن   خلق حسن الظن Emptyالأربعاء مارس 04, 2015 1:52 pm

معنى حُسْن الظَّن لغةً واصطلاحًا

معنى الحُسْن لغةً:
الحُسْن نقيض القُبْح، يقال: رجل حَسَنٌ، وامرأة حَسَنَةٌ. وقالوا: امرأة حَسْنَاء، ولم يقولوا: رجل أَحْسَن. والحَاسِن: القَمَر. وحسَّنت الشيء تحْسِينًا: زيَّنته. وهو يُحْسِن الشيء، أي يعمله. ويَسْتَحْسِنه: يعدُّه حَسَنًا. والحَسَنَة: خلاف السَّيئة. والمحَاسِن: خلاف المساوي (1) .
معنى الظَّن لغةً:
الظَّن: شك ويقين، إلا أنَّه ليس بيقين عيان، إنَّما هو يقين تدبُّر... وجمع الظَّن الذي هو الاسم: ظُنُون (2) .
معنى الظَّن اصطلاحًا:
قال الجرجاني: (الظَّن هو الاعتقاد الرَّاجح مع احتمال النَّقيض، ويستعمل في اليقين والشَّك، وقيل: الظَّن أحد طرفي الشَّك بصفة الرُّجحان) (3) .
معنى حُسْن الظَّن اصطلاحًا:
ترجيح جانب الخير على جانب الشَّر
لفرق بين الظَّن والحُسْبَان:
قيل: الظَّن ضرب من الاعتقاد، وقد يكون حُسْبَان لكن ليس باعتقاد.
قال أبو هلال: أصل الحُسْبَان من الحِساب، تقول: أَحْسَبه بالظَّن قد مات. كما تقول: أَعُدُّه قد مات. ثمَّ كَثُر حتى سُمي الظَّن: حُسْبَانًا على جهة التَّوسع، وصار كالحقيقة بعد كثرة الاستعمال. وفرق بين الفعل منهما، فيقال في الظَّن: حَسِب. وفي الحِسَاب: حَسَب. ولذلك فرق بين المصدرين فقيل: حَسَب وحُسْبَان، والصحيح في الظَّن ما ذكرناه (1) .
- الفرق بين الشَّك والظَّن والوَهْم:
الشَّك: خلاف اليقين، وأصله اضطراب النَّفس، ثم استعمل في التَّردُّد بين الشَّيئين سواء استوى طرفاه، أو ترجَّح أحدهما على الآخر. قال تعالى: فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ [يونس: 94] أي: غير مستيقن. وقال الأصوليون: هو تردُّد الذهن بين أمرين على حدٍ سواء.
وقيل: التَّردُّد بين الطَّرفين إن كان على السَّواء فهو الشَّك، وإلا فالرَّاجح: ظنٌّ، والمرجوح: وهمٌ (2) .
- الفرق بين الظَّن والتَّصَوُّر:
أنَّ الظَّن ضربٌ من أفعال القلوب، يحدث عند بعض الأمارات، وهو رُجْحان أحد طرفي التَّجوُّز، وإذا حدث عند أمارات غلبت وزادت بعض الزيادة، فظَنَّ صاحبه بعض ما تقتضيه تلك الأمارات، سمي ذلك: غلبة الظَّن، ويستعمل الظَّن فيما يُدرك وفيما لا يُدرك.
والتَّصَوُّر يستعمل في المدْرَك دون غيره، كأنَّ المدْرَك إذا أدركه المدْرِك تصَوَّر نفسه، والشَّاهد أنَّ الأعراض التي لا تُدرك لا تُتَصوَّر، نحو: العلم والقدرة، والتَّمثُّل مثل التَّصَوُّر إلَّا أنَّ التَّصَوُّر أبلغ؛ لأنَّ قولك: تَّصَوَّرت الشَّيء. معناه: أنِّي بمنزلة من أبصر صورته، وقولك: تمثَّلته. معناه: أنِّي بمنزلة من أبصر مثاله، ورؤيتك لصورة الشَّيء أبلغ في عِرفَان ذاته من رؤيتك لمثاله (3) .


أولًا: في القرآن الكريم

- قال الله تبارك وتعالى: لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ [النور: 12].
قال ابن عاشور في تفسيره: (فيه تنبيه على أنَّ حقَّ المؤمن إذا سمع قَالَةً في مؤمن، أن يبني الأمر فيها على الظَّن لا على الشَّك، ثم ينظر في قرائن الأحوال وصلاحية المقام، فإذا نسب سوء إلى من عرف بالخير، ظنَّ أن ذلك إفك وبهتان، حتى يتضح البرهان. وفيه تعريض بأنَّ ظنَّ السُّوء الذي وقع هو من خصال النِّفاق، التي سرت لبعض المؤمنين عن غرورٍ وقلة بَصارَة، فكفى بذلك تشنيعًا له) (1) .
وقال أبو حيان الأندلسي: (فيه تنبيه على أنَّ حقَّ المؤمن إذا سمع قَالَةً في أخيه، أن يبني الأمر فيه على ظنِّ الخير، وأن يقول بناء على ظنِّه: هذا إفك مبين، هكذا باللفظ الصريح ببراءة أخيه، كما يقول المستيقن المطَّلع على حقيقة الحال. وهذا من الأدب الحَسَن) (2) .
وقال الخازن: (والمعنى: كان الواجب على المؤمنين إذ سمعوا قول أهل الإفك أن يكذبوه ويحسنوا الظَّن، ولا يسرعوا في التُّهمة، وقول الزُّور فيمن عرفوا عفَّته وطهارته) (3) .
- وقال الله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ [الحجرات: 12].
قال ابن حجر الهيتمي: (عقَّب تعالى بأمره باجتناب الظَّن، وعلَّل ذلك بأنَّ بعض الظَّن إثم، وهو ما تخيَّلت وقوعه من غيرك من غير مستند يقيني لك عليه، وقد صمَّم عليه قلبك، أو تكلَّم به لسانك من غير مسوِّغ شرعي) (4) .
ويقول الطبري: (يقول تعالى ذكره: يا أيُّها الذين صدقوا الله ورسوله، لا تقربوا كثيرًا من الظَّن بالمؤمنين، وذلك إن تظنوا بهم سوءًا، فإنَّ الظَّان غير محق، وقال جلَّ ثناؤه: اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ ولم يقل: الظَّن كلَّه، إذ كان قد أَذِن للمؤمنين أن يظنَّ بعضهم ببعض الخير، فقال: لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ [النور: 12]، فأَذِن الله جلَّ ثناؤه للمؤمنين أن يظنَّ بعضهم ببعض الخير، وأن يقولوه، وإن لم يكونوا من قِيلِه فيهم على يقين.... عن ابن عباس، قوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ يقول: نهى الله المؤمن أن يظنَّ بالمؤمن شرًّا. وقوله: إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ يقول: إنَّ ظنَّ المؤمن بالمؤمن الشَّر لا الخير، إِثْمٌ؛ لأنَّ الله قد نهاه عنه، فَفِعْل ما نهى الله عنه إِثْمٌ
ثانيًا: في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((إيَّاكم والظَّن، فإنَّ الظَّن أكذب الحديث، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا)) (1) .
قال النَّووي: (المراد: النَّهي عن ظنِّ السَّوء، قال الخطَّابي: هو تحقيق الظَّن وتصديقه دون ما يهجس في النَّفس، فإنَّ ذلك لا يُمْلَك. ومراد الخطَّابي أنَّ المحَرَّم من الظَّن ما يستمر صاحبه عليه، ويستقر في قلبه، دون ما يعرض في القلب ولا يستقر، فإنَّ هذا لا يكلَّف به) (2) .
قال الغزالي: (أي: لا يحقِّقه في نفسه بعقد ولا فعل، لا في القلب ولا في الجوارح، أما في القلب فبتغيره إلى النُّفرة والكراهة، وأما في الجوارح فبالعمل بموجبه. والشَّيطان قد يقرِّر على القلب بأدنى مَخِيلة مَسَاءة النَّاس، ويلقي إليه أنَّ هذا من فطنتك، وسرعة فهمك وذكائك، وأنَّ المؤمن ينظر بنور الله تعالى، وهو على التَّحقيق ناظر بغرور الشَّيطان وظلمته) (3) .
- وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، فقال: ((ما أعظم حُرْمَتك)). وفي رواية أبي حازم: ((لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، قال: مرحبًا بك من بيت، ما أعظمك وأعظم حُرْمَتك، ولَلْمؤمن أعظم حُرْمَة عند الله منكِ، إنَّ الله حرَّم منكِ واحدة، وحرَّم من المؤمن ثلاثًا: دمه، وماله، وأن يُظنَّ به ظنَّ السَّوء))
(فلا يُستباح ظنُّ السُّوء إلا بما يُستباح به المال، وهو نفس مشاهدته أو بيِّنةٍ عادلةٍ. فإذا لم يكن كذلك، وخطر لك وسواس سوء الظَّن، فينبغي أن تدفعه عن نفسك، وتقرِّر عليها أنَّ حاله عندك مستور كما كان، وأنَّ ما رأيته منه يحتمل الخير والشَّر. فإنْ قلت: فبماذا يُعرف عقد الظَّن والشُّكوك تختلج، والنَّفس تحدِّث؟ فتقول: أمارة عقد سوء الظَّن أن يتغيَّر القلب معه عما كان، فينفِر عنه نُفُورًا ما، ويستثقله، ويفتر عن مراعاته، وتفقُّده وإكرامه، والاغتمام بسببه. فهذه أمارات عقد الظَّن وتحقيقه) (5) .
- وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة وهو يقول: ((ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حُرْمَتك. والذي نفس محمَّد بيده، لحُرْمَة المؤمن أعظم عند الله حرْمَة منكِ، ماله ودمه، وأن نظنَّ به إلَّا خيرًا)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير العام
Admin
المدير العام


المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 17/01/2015

خلق حسن الظن Empty
مُساهمةموضوع: رد: خلق حسن الظن   خلق حسن الظن Emptyالسبت أبريل 11, 2015 9:57 am

ربي يبارك فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خلق حسن الظن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى سُبُلٌ السَّلام للعلوم الشرعية :: الآداب والأخلاق الإسلامية :: قسم الأخلاق الإسلامية-
انتقل الى: